قال: (وذلك أن الله تعالى إنما افترض على عباده هذه الفرائض ليقربهم عنده، ويوجب لهم رضوانه ورحمته، وأعظم فرائض البدن: الصلاة، كما قال تعالى: (( كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ))[العلق:19]) فبقدر ما يصلي الإنسان فإنه يؤدي الفريضة، ولا يطيع من ينهاه عنها، فهو يقترب من الله بذلك، (وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ).
إذاً: إذا أردت التقرب إلى الله تعالى فأكثر من الصلاة ومن السجود.
قال: (وقال: ( إذا كان أحدكم يصلي فإنما يناجي ربه، وربه بينه وبين القبلة ) )، وقال: ( ( إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت ) )، والأدلة كثيرة في هذا الموضوع.
قال: (الثاني: عدل الراعي) ويبدو واضحاً أن الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى كان شديد التأثر بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم ؛ فهو لم يأخذ التعبد من زاوية ضيقة كما نجد ذلك عند أبي حامد الغزالي وأمثاله، فإنهم يأخذونه من باب الذكر والعبادة والنوافل والورع، وأما هؤلاء فإنهم يأتون بأمور المعاملات، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكرون جملة العبادات والحقوق بأنواعها: حق الله، وحق العباد، فيذكرون حق العلم، وحق الدعوة، وحق الجهاد، فهنا جعل بعد الصلاة عدل الراعي.